Get real, active and permanent YouTube subscribers
Get Free YouTube Subscribers, Views and Likes

2023كلمة الحياة - الفوكولاري - حزيران/ يونيو

Follow
كلمة الحياة - الفوكولاري - عمل مريم

كلمة الحياة
حزيران/ يونيو 2023
"افرَحوا واسعُوا إلى الكَمالِ، وتشَجَّعوا وكونوا على رَأْيٍ واحدٍ وعيشوا بِسلامٍ،
وإلهُ المَحبَّةِ والسَّلامِ يكونُ مَعكُم" (2كور 13، 11)
تتبّع الرسول بولس بمحبّة نموّ الجماعة المسيحيّة في كورنثوس التي زارها وساندها في الأوقات العصيبة.
إلّا أنّه اضطرّ، في مرحلة معيّنة، ومن خلال هذه الرسالة، أن يدافع عن نفسِه ضدّ اتّهامات بعض المبشِّرين الآخرين الذين شكّكوا في أسلوبه: فهو لا يتقاضى أجرًا مقابل عملِه التبشيريّ، ولا يتحدّث وَفقًا لقوانين الخِطابة، ولم يأتِ برسائل توصية لدعم سلطته، وقد أعلن أنّه يتفهّم ضعفه ويعيشه على ضوء مثال يسوع.
ومع ذلك، في ختام رسالته، وجّه بولس إلى أهل كورنثوس دعوة مليئة بالثقة والرجاء:
"افرَحوا واسعُوا إلى الكَمالِ، وتشَجَّعوا وكونوا على رَأْيٍ واحدٍ وعيشوا بِسلامٍ،
وإلهُ المَحبَّةِ والسَّلامِ يكونُ مَعكُم"
أوّل ما يَلْفِت أنظارَنا هو أنّ إرشاداتِه موجّهة إلى الجماعة ككلّ، بصفتِها مكانًا يمكن أن نختبرَ فيه حضور الله. إنّ جميعَ نقاط الضعف البشريّة التي تُعيق التفاهمَ المتبادَل، والتواصلَ المُخْلِص والصادق، والتوافقَ الذي يحترم تنوّع الفكر والخِبرات، يمكنُ لها أن تُشفى من خلال حضور إله السلام في الجماعة.
يقترح بولس بعض التصرّفات الملموسة التي تتوافق مع متطلّبات الإنجيل ألا وهي: أن نتوق إلى تحقيق مخطّط الله على كلّ فرد وعلى الجميع، كإخوة وأخوات؛ أن ننشر محبّة الله المعزّية التي تلقّيناها؛ أن نعتني بعضُنا ببعض، ونحن نتشارك تطلّعاتِنا العميقة؛ أن نتقبّل بعضنا بعضًا، ونحن نُعطِي ونُعطَى الرحمة والمغفرة؛ أن نعزّز الثقة والإصغاء.
إنّها خِيارات عُهِدَتْ إلى حرّيّتنا، تتطلّب أحيانًا الشجاعة بأن نكون "علامة تناقض" إزاءَ العقليّة السائدة.
لهذا السبب، يوصينا الرسول أيضًا بأن نشجّع بعضُنا بعضًا في هذا الالتزام. ما يهمّ بالنسبة إليه هو أن نشهد في الفرح، في المحبّة والحقّ، على قيمة الوحدة والسلام التي لا تُقَدَّر بثمن. وكلّ شيء يجب أن يكون دائمًا مؤسَّسًا على صخرة المحبّة غير المشروطة لله الذي يرافق شعبه.
"افرَحوا واسعُوا إلى الكَمالِ، وتشَجَّعوا وكونوا على رَأْيٍ واحدٍ وعيشوا بِسلامٍ،
وإلهُ المَحبَّةِ والسَّلامِ يكونُ مَعكُم"
لكي نعيش كلمة الحياة هذه، لننظر نحن أيضًا، على غرار بولس، إلى مثال يسوع ومشاعره، هو الذي جاء ليعطيَنا سلامَه . هذا السلام، في الواقع، «[...] لا يقتصر فقط على غياب الحرب والخلافات والانقسامات والصدمات. [...] إنّه ملء الحياة والفرح، يمنح الخلاص المتكامل للإنسان، إنّه الحرّيّة، إنّه الأخوّة في المحبّة بين جميع الشعوب. [...] وماذا فعل يسوع ليعطيَنا "سلامَه"؟ دفع الثمن هو شخصيًّا. [...] وضع نفسه وسط المتخاصمين، أخذ على عاتقه الكراهية والانفصال، هدم الجدران التي كانت تفصل بين الشعوب .
بالنسبة إلينا أيضًا، يتطلّب بناء السلام حبًّا قويًّا، قادرًا على حبّ الذين لا يبادلوننا بالمِثل، قادرًا على المسامحة، وعلى تجاوز فكرة تصنيف العدوّ، وعلى حبّ وطن الآخر كما نحبّ وطننا. [...] هذا يتطلّب منّا قلوبًا وعيونًا جديدة من أجل أن نحبّ ونرى في جميع الناس أشخاصًا مرشَّحين هم أيضًا للأخوّة الشاملة. [...] كتب إدجينو جيورداني : "ينبع الشرّ من قلب الإنسان؛ فلإزالة خطر الحرب، من الضروريّ إزالة روح العدوان والاستغلال والأنانيّة التي منها تأتي الحرب: ينبغي إعادة بناء الضمير" ».
بونيتا بارك هي إحدى مقاطعات هارتسووتر Hartswater، وهي بلدة زراعيّة في جنوب إفريقيا. كما هو الحال في باقي أنحاء البلاد، لا تزال الآثار الموروثة من نظام الفصل العنصريّ قائمة، وخصوصًا في المجال التعليميّ. فالمهارات الأكاديميّة للشباب المنتمين إلى مجموعات السود أو ذات العِرق المختلَط أقلّ بكثير من تلك الموجودة في المجموعات العِرقيّة الأخرى، مع ما يتأتّى عن ذلك من مخاطر التهميش الاجتماعيّ.
وُلد مشروع "The Bridge" (الجسر) لتحقيق الوساطة بين المجموعات العِرقيّة المختلفة في الحيّ من خلال تقريب المسافات والاختلافات الثقافيّة، عبر إنشاء برنامج بعد انتهاء اليوم الدراسيّ ومساحة مشتركة صغيرة: هو مكان التقاء بين مختلف الثقافات، للأولاد والمراهقين. أظهرَت الجماعة رغبة كبيرة في العمل معًا: عرض كارلو شاحنته القديمة لنقل الخشب الذي صُنعت به مكاتب التلاميذ، وقدّم مدير المدرسة الابتدائية القريبة رفوفًا ودفاتر وكتبًا، بينما تبرّعت الكنيسة الإصلاحيّة الهولنديّة بخمسين كرسيًّا. كلّ واحد قام بدوره لجعل هذا الجسر بين الثقافات والمجموعات العِرقيّة أقوى يومًا بعد يوم .

posted by drableRahCeabu6