Secret weapon how to promote your YouTube channel
Get Free YouTube Subscribers, Views and Likes

كلمة الحياة - الفوكولاري - تشرين الثاني/ نوفمبر 2023

Follow
كلمة الحياة - الفوكولاري - عمل مريم

كلمة الحياة
تشرين الثاني/ نوفمبر 2023

"إنَّكم جَميعًا أَبناءُ النُّورِ وأَبناءُ النَّهار. فَما نَحنُ مِنَ اللَّيلِ ولا مِنَ الظُّلُمات" (1 تس 5، 5)

لطالما شكّل النور رمزَ الحياة، فنحن ننتظر كلَّ يوم الفجرَ الذي يبشِّرنا ببداية جديدة. وموضوع النور حاضرٌ أبدًا في تاريخ الشعوب والأديان القديمة. فالتقليد اليهوديّ يحتفل بعيد الأنوار، هانوكاHanukah ، الذي يُحيي ذكرى إعادةِ تكريس هيكل أورشليم وتحريرِه من الطقوس الوثنيّة. والمسلمون يُضيئون الشموع في تذكار المولد النبويّ. وكذلك عيد "ديوالي"، الذي يعني سلسلة من الأنوار، كان في الأصل عيدًا هندوسيًّا، أمّا الآن فتعيّده أيضًا العديد من الديانات الهنديّة احتفالًا بانتصار الخير على الشرّ. وبالنسبة إلى المسيحيّين، يسوع المسيح هو النور الذي يضيء ظُلُماتِ العالم.
للنور إذًا رمزيّة كبيرة وهو يمثّل حضورَ الإله، وهو هبةٌ للبشريّة وعطيّة لكلّ الأرض.

"إنَّكم جَميعًا أَبناءُ النُّورِ وأَبناءُ النَّهار. فَما نَحنُ مِنَ اللَّيلِ ولا مِنَ الظُّلُمات"

ما هي مميّزات أبناءِ النهار؟ إحداها هي عدم الانتماء إلى الليل ولا إلى الظُلُمات. فنحن عندما نتخلّى عن النوم والخمول، نتّخذ القرار بأن نبقى في حالة من التيقُّظ والسَهَر. وهو خِيارُ محبّة نقوم به كي نسكُنَ في قلب هذا الزمن ونعيشَه بملئِه.
الدعوة المُلِحّة التي يوجّهها الرسول بولس إلى جماعة تسالونيكي هي إذًا دعوة إلى السهر معًا، متخلّين عن كلّ نوع من أنواع الخمول واللامبالاة. في وقتٍ تحتاج فيه البشريّة بشكل كبير إلى النور، مطلوب من الذين ليسوا مِمّن ينتمون إلى الليل أن ينوّروا العلاقات بين الأشخاص، من خلال عطاء الذات المتبادَل بهدف إظهار حضور القائم من الموت، بإيمان ومحبّة ورجاء، كما كتب القدّيس بولس (1 تس 5، 8).
والمطلوب أيضًا هو تنمية علاقة أوثق وأصدق مع الله، من خلال الدخول إلى أعماق قلوبنا، وإيجاد لحظاتِ حوار معه من خلال الصلاة، والعمل بحسب كلمته التي تجعل هذا النور يسطع.

"إنَّكم جَميعًا أَبناءُ النُّورِ وأَبناءُ النَّهار. فَما نَحنُ مِنَ اللَّيلِ ولا مِنَ الظُّلُمات"

في بعض الأحيان، قد نعتاد على العيش في ظُلُمات قلوبِنا أو نكتفي بالأنوار العديدة المزيَّفة والوعود المتنوّعة بالسعادة التي يقدّمُها لنا العالم. ولكنّ الله يدعونا دائمًا إلى جعل نورِه في داخلنا يُشِعّ، وإلى النظر بانتباه إلى الأشخاص والأحداث لكي نكتشفَ فيها وَمَضاتِ نوره.
دعونا نبذل جهدَنا كي نختارَ دومًا ما يجعلُنا نولَدُ من جديد، خِيارَ العبور من الظلمة إلى النور. "لا يجوز للمسيحيّ أن يهربَ من العالم ويختبئ أو أن يعتبرَ الدين مسألة خاصّة"، كتبَت كيارا لوبيك. "إنّه يعيش في العالم لأنّ لديه مسؤوليّة ورسالة أمام البشر أجمعين: أن يكونَ النور الذي يضيء. أنت أيضًا، لديك هذه الرسالة، وإن لم تفعل هكذا فستكون عديم المنفعة كانعدام منفعة الملح الذي فقد نكهَتَه والنور الذي أصبح ظِلّاً . [...] مُهِمّة المسيحيّ هي إذًا أن يعكس هذا النور الذي يسكنه، وأن يكون هذه ’العلامة‘ لحضور الله بين البشر" .

"إنَّكم جَميعًا أَبناءُ النُّورِ وأَبناءُ النَّهار. فَما نَحنُ مِنَ اللَّيلِ ولا مِنَ الظُّلُمات"

أللّه نور وكلّ مَن يبحث عنه بقلب صادق قادرٌ على إيجاده. مهما يحدث، لا شيء يفصلنا أبدًا عن محبّته لأنّنا أبناؤه. وإن كنّا واثقين من ذلك، فلن نتفاجأَ ولن ننسحقَ تحت وطأة الأحداث التي تصعقنا.
الزلزال الذي ضرب هذه السنة تركيا وسوريا والذي تسبّب بأكثر من 50 ألفِ ضحيّة قَلَب حياة الملايين من الأشخاص رأسًا على عَقِب. والذين نجوا من الكارثة بالإضافة إلى جماعات أخرى شكّلوا مصادرَ نور عمِلَت محلّيًّا وفي بلدان أخرى على تقديم المساعداتِ الفوريّة ومحاولة التخفيف من آلام الّذين فقدوا أحبّاءَهم ومنازلَهم وكلّ ما يملكونه.
لن تستطيعَ الظُلُماتُ أبدًا أن تَطغى على الذين يختارون العيش في النور وإعطاءَه للآخرين. هذا يعني بالنسبة إلينا نحن المسيحيّين العيش مع المسيح في وسطنا. فإنّ حضورَه يفتح آفاقَ حياة جديدة، ويُعيدُ الرجاء، ويجعلُنا نسكنُ في محبة الله.

إعداد باتريسيا ماتزولّا ولجنة كلمة الحياة.

posted by drableRahCeabu6