15 Free YouTube subscribers for your channel
Get Free YouTube Subscribers, Views and Likes

دير مار قبريانوس ويوستينا – كفيفان Monastere SS. Cyprien et Justine - Kfifane

Follow
Gaby Reaidy

يعود تاريخ دير القدّيسَين قبريانوس ويوستينا إلى ما قبل القرن السابع للمسيح، ويقع في بلدة كفيفان في قضاء البترون على هَضَبة تعلو 450 متراً عن سطح البحر، تُحيط به قرى جران وعَبدللّي وسمار جبيل. ولفظة "كفيفان" هي، على ما يظهر، سِريانية أو كِلدانية، وتعود إلى تصحيف للفظة "كفيفو" التي تعني المُحدَّب والمُنحني نظراً لوجود القرية والدير على أرض مُحدَّبة بين واديَين أو شِعْبَين.

وقد تَكرَّس هذا الدير على اسم الشهيدَين قبريانوس ويوستينا عند تحويله إلى مَقرّ بطريركيّ في عَهد البطريرك دانيال الشاماتي أي في العام 1230، وهذا بِحسب ما ذكره البطريرك إسطفان الدويهي (16701704) في "سِلسِلة البطاركة الموارنة". وكانت هذه الانتقالة هي السادسة في سِلسِلة انتقالات المقرّ البطريركي المُتَعاقبة، وقد جَرَت من دير سيّدة يانوح "حيث كان جالساً على السدَّة البطريركية إرميا العمشيتي (11991230)" كما يقول الدويهي.

وهو يضمُّ جثمان القديس نعمة الله كسّاب الحرديني الذي دُعي "قديس كفيفان"، كما يَحضن جُثمان المُكرَّم الأخ اسطفان نعمة الذي توفّاه الله في الثلاثين من شهر آب 1938.

والوصف التاريخيّ لهذا الدير كما كان في حاله الأولى نَجِده في إحدى الوثائق العائدة له، وفيها أنه بناء صخريّ عقد، يبلغ طوله عشرين "ذراعاً هاشمياً" وعرضه خمسة "أذرع هاشمية"، مُقسَّم إلى "أربع غرف"، وهو يُعرَف منذ سنة 1779 بـ "كنيسة والدة الله مريم في كفيفان".

وقد تمَّ تجديد بنائه ما بين العامين 1865 و 1895، أي خلال مدةٍ إمتدت إلى ثلاثين سنة. وبعد سبعين سنةً من ذلك، أي في سنة 1965، شُرع بحملة ترميم للدير بكامله. وفي 1988 بدأ العمل لتشييد طابقٍ جديد لسكن الطلاّب المُبتدئين، كونه عُيِّن ديراً للابتداء منذ العام 1899، وهو باقٍ كذلك حتى الآن بعد سلسلة انتقالاتٍ منه وعودةٍ اليه.

وقد ألَّف عنه الأب بيار سعاده كتاباً بعنوان "دير الذهب: كفيفان" أورد فيه نبذةً كتبها الأب بطرس ساره يقول فيها: "إننا لم نَجِد قبل القرن الثالث عشر أثراً لتاريخ هذا الدير"، وقد عَقَّب عليها الأب سعاده بقوله: "كل ما جاء عن هذا الدير أنه كان كرسيّاً بطريركياً في مُستهلّ القرن الثالث عشر كما ذكر الدويهي في "سِلسِلة البطاركة"، موضحاً السبب في ذلك بـ: "أنَّ تاريخ تلك العصور لم يكن جلّياً واضحاً، او إن ما تركه لنا، ذَهَب، كغيره من الآثار، فريسة الضياع والدمار".

كذلك فإن الأب ساره يقول، تعليقاً على ما هو معروف من انتقال الكرسيّ البطريركيّ من يانوح إلى كفيفان في عهد البطريرك إرميا العمشيتي الذي دام من 1199 إلى 1230 : " نَظنّ أن عهد التاريخ بديرنا هذا أبعد من تلك الأيام، أي من أوآخر القرن الثاني عشر وأوائل الثالث عشر".

وكلام الدويهي ليسَ واضحاً حول ما إذا كان هذا الانتقال قد تمَّ في عهد البطريرك إرميا العمشيتي (11991230) أم في عهد خلفه البطريرك دانيال الشاماتي (12301239).. إذ يقول: " وانتقل الكرسيّ البطريركيّ سادسةً من سيّدة يانوح، حيث كان جالساً على السدَّة البطريركية إرميا العمشيتي سنة 11991230، إلى دير القديس إبريانوس في كفيفان حيث جلس دانيال الشاماتي خلفاً لإرميا".



وكتاب "بطاركة الموارنة .. إلى القرن الثاني عشر" للأب بطرس فهد وَرَد فيه أن لا ذكِر لسَكَن البطريرك إرميا في دير كفيفان، لكنه سكنه سنة 1209!!.



وكيفما كان الأمر فإنه لم يكن ثمة خلاف حول ان هذا الانتقال قد تمَّ من دير سيّدة يانوح إلى دير كفيفان.. إلى ان جاء الأباتي طوبيا العنيسي يقول إن دانيال الشاماتي انتُخب في دير سيّدة ميفوق، ثم ترك ميفوق وسكن في دير كفيفان. وزَكّى الأب فهد ذلك بقوله، في الصفحة 187 من كتابه: "قيل ان دانيال الشاماتي انتُخب بطركاً في سنة 1230 في دير سيّدة ميفوق، وبسبب الفِتَن والحروب، ترك ميفوق وسَكن في دير كفيفان"؛ فهل الانتقال كان من دير سيّدة يانوح إلى كفيفان أم من دير سيّدة إيليجإ ليها؟

ولكنَّ الدويهي، في الصفحة 12 من "سِلسِة البطاركة"، كانَ كلامه واضحاً تماماً بالنسبة إلى الموضع الذي جَرى منه الإنتقال إلى دير كفيفان، وإلى البطريرك الذي جرى في عهده هذا الانتقال والسنة التي حصل فيها، إذ قال: " في سنة 1230 انتقل إلى رحمة الله إرميا من عمشيت في دير سيّدة ميفوق، فَعَقَبه البطريرك دانيال من شامات من أعمال جبيل، فَسَكن أولاً في كفيفان"، وبذلك نقض ما قاله هو نفسه في "سلسلة البطاركة": "انتقل الكرسيّ البطريركيّ سادسةً من سيّدة يانوح ... إلى دير القدّيسَين قبريانوس ويوستينا في كفيفان".

وفي كتاب الأب سعاده ان تاريخ إنتقال البطريرك دانيال إلى كفيفان ورد في كتاب "التراتبية المارونية" ( La hiérarchie Maronite) للخورأسقف يوسف زياده على إنه نفس التاريخ الذي ذكره الدويهي.

أمّا الأب بولس مبارك، في كتابه: "عائلة الخوري تادي"، فيقول في الصفحة 259: "أول ما يُعرَف عن هذا الدير أنه كان كرسيّاً بطريركياً في مُستهلّ 1198"، أي في أوآخر القرن الثاني عشر، خلافاً لما قاله الأب ساره من أن تاريخ هذا الدير لم يوجد له أثر قبل القرن الثالث عشر.

posted by kamelijahql